أحمر يقطر وسطه من الدم، وبجنبه شيء من السكر وشيء من الدخن، يتناول من هذا وهذا، لا يفتر الليل ولا النهار. وأخبرني بعض الناس، إنه رأى بعض من أخذه هذا المرض، يصيح ويبكي إذا مكث نحو ساعة، أو نصف، من غير أن يأكل شيئا. وقد شاهدت صديقا لي آخر بهذه الصفة المتقدمة، وإذا غلبه الإنسان بكثرة الأكل، ينصرف عنه في مدة يسيرة، والناس يقولون: أن صاحبه يبتلع اللحمة الحمراء تقطر من الدم، فيزدردها فيسمع صوتها في جوفه، كصوتها إذا وضعت على الجمر، وهذا المرض يصل إلى غير تيرس، ولكن الأغلب عليه، أن لا يصيب إلا من كان مقيما فيها، ومنها:
(السِلُّ) ويسمونه السِّعْله، وهذا لا تنفع فيه الأطباء غالبا، ويزعمون أن أحمد المقري العلوي، داواه من شخص، بأن عمل له دواء قويا، فتقيأ دودة كانت في رئته تأكلها، وإذا كان هذا المرض، يتولد من قروح تحدث في الرئة، تكون هذه المسألة غير صحيحة، ولكن بعض الأطباء، يخفف هذا الداء فيعيش صاحبه كثير، ويقولون لصاحبه: فيه جائفة، والناس في تلك البلاد يتجنبون صاحبه، ويقولون إنه يعدى، ويزعمون إنه سر: أي يتوارث من أسلاف الشخص، ويسمونه مرض الشهداء. ومما يعالجون به صاحبه التيشطار، وهو قديد البقر، وليس هو القديد، الموجود في أرض الترك، بل ما في الصحراء أجود، وهو أن يذبحوا البقر أو ينحروا الناقة، فيرققوا لحمها مبلولاً. ثم يجعلون عليه ما يقيه الشمس، حتى إذا جف، قطعوه قطعا صغيرة، ثم ينشرونه حتى ييبس، فيأدمونه بالودك أو بالسمن. ولا يصلح لصاحب هذا المرض شرب الماء، بل يشرب الشنين، وهو المخيض المخلوط بالماء. ولا يزيد في اليوم الحار على شربتين. ولا يصلح له الشراب ليلا، نجانا الله منه.