للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(إمْنَيْن راحِتْ الكارّه اتْرُوحْ إجَّارَّه). إمنين: بمعنى إلى أي محل. والكارّة: الرفقة المجدة في سيرها. وإجارَّة: أي التي تمشي على مهل. يضربونه في أن ما يبلغ بالجد، يبلغ بالتؤدة، ويقرب منه قولهم: يبلغ الخضم بالقضم.

(إلّ ما اصْبْر نَوْبَ ايْعُودْ الدَّهْرُ عليهِ نَوْباتْ) النوبة: بمعنى البرهة من الزمن. وهي على حذف مضاف، أي ضيق نوبة. ويعود بمعنى يصير. وتقدم أن عاد كصار معنى وعملا. ونوبات: جمع نوبة. معناه أن من لم يصبر ضيق نوبة،

وجعل يتورط في إزالتها بما لا يقدر عليه، يصير الزمن كله ضيقا عليه.

(إلّ ما يَحْلَبْ بَيْدُ ما يبياظ اخْدَيْدُو): يحلب: من حلب الدابة، وأيد: بمعنى يده. ويبياظ: بمعنى يَبْيَضُّ. واخديدو، تصغير خده، بالتصغير العامي. ومعناه: أن من لم يباشر أموره بنفسه لا يستريح، وقريب منه قول بعضهم:

ما حَكَّ جلدَكَ مِثلُ ظفْرِكْ ... فتوَلَّ أنتَ جميعَ امْرَكْ

(إلّ ما يَعرَفْ لِغْرَامَهْ اتْوَحْلُهْ) لغرامة عندهم: تقال للمكس المقرر، وهي عربية. واتْوَحْلهُ: أي توحله. يضربونه في أن من لم يتعوَّد الأمور الشاقة، يتعبه تعاطيها.

(إِدِيرُ خَمْسهْ الّ ما يكِلْعُ عشْرَه) إديرُ: أي يجعلوا، واستغنى بالضمة عن الواو، وتقدم أن ذلك لغة، إلا أن المراد بالخمسة هنا، الأصابع اليمنى، ولا يصح مجيء الواو هنا، لأنها واقعة على ما لا يعقل. وإل: بمعنى الذي، وهو مفعول به لأدير ويكلع: ينزعوا، والضمير هنا لعشرة، أي عشرة أطباء، على حد أكلوني البراغيث. يضربونه في التحذير من كثرة الأكل، التي قد ينشأ عنها مرض يغلب الأطباء.

(إِلّ عظك ما عظيْتُ كُول انّكْ ابلاسنّيْنْ) إِلّ: بمعنى الذي. وعظك: بمعنى عضك. وعظيت: أي ما عضضته. وكول: بمعنى: قل. وأنك: بمعنى

<<  <   >  >>