(إعْمودْ تورجه) العمود معروف، وتورجه: هو العشر بعينه، أي شجر يوجد في شنقيط، وفي الحجاز، وإذا رأى شخص عمود، يظن إنه له قوة، فإذا ضرب به شيئا انكسر. يضربونه فيمن يرهب منظره، ويحتقر إذا امتحن.
(عَيْبّ الدَّارْ اعلَ مْنْ ابْكَ فيها) الدَّار: المنزل، واعل: بمعنى على، ومن: بمعنى الذي، وابك: بمعنى بقى. ومعناه أن اللوم إنما يكون فيمن أخلف الشخص في موضعه، فقصر عن أفعاله، مثل أن يخلف رئيساً. فيقصر عن مداه. يقال: أن محمد فال بن عمير التروزي، لما قتله إبراهيم والد ابن اعمر ابن المختار، وإبراهيم والد هذا، أخو محمد لحبيب أمير الترارزه، قال قبل خروج روحه لشخص:(سلم على أخي فلان، وقل له: عيب الدار اعل من ابك فيها) فلما بلغه ذلك، قال له: قل ذلك لأخي هدّى، أما أنا فلست باقياً، وسأموت في أول وقعة
بيننا وبين قاتليه، فكان الأمر كما قال:
(إعْمارتْ الفيلْ ما تِنِخْبطْ افْكُرْفافْ) العمارة عندهم: تقال لما يجعل في البندقية من البارود والرصاص، والفيل: معروف، وما تنخبط: أي ما يضرب بها، وافكرفاف: أي فيه وكرفاف: بمعنى الدب في لغة أهل تكانت والحوض، وأهل القبلة يسمونه كابون وشرتات. وكنت يوما في مجلس ابن الحامد، رئيس كنته بمدينة شنقيط، فأسر إليه شخص، أن رجالا منهم تضاربوا مع آخرين من إديشل، فمات من إديشل قتيل أو قتيلان، فقال المثل المذكور، يعني انهم، أي كنته. لا يعملون قوتهم التي يحاربون بها إدوعيش في إديشل، شبه إدوعيش بالفيل لقوتهم، وإديشل بكرفاف لتفاهتهم، ولا أدري أكان هذا المثل قديما، فتمثل به، أم ضربه في ذلك الوقت.
(أعْبَرْ مِنْ ولدْ العَيْدُود) أعبر: يعني أقوى في المصارعة، وابن العيدود: اسمه محمد، وهو من بني دامان. يضرب المثل بشدته وقوته.