والخيل ثائر نقعها من نسجهِ ... وجه الغزالة مدرج في بُرْقُع
في سرج مشرفة التَّليل طِمرّة ... أو سلْهَب ظامي المفاصل جُرْشع
حطم الأعادي خطمة جنحتْ بهم ... لِتَبَذُّلٍ من بعد طول تمنع
وبها غدى مَنَ أبا السجود لربه ... وله سجودٌ بعدها لم يَرْفَع
قَتْلى تَنازَعُ في الوغى أشلاَءها ... بين الجيوش جيوش طير وقع
فغدت حصون الشرك رسما دائراً ... لعبت به أنفاس ريح زَعْزَع
لم يُبْقِ فيه المصطفى من قَيْصر ... كلا ولا كسرى ولا من تُبَّع
بهُدى الكتاب دعا فمن لم يرتدعْ ... بهُدى الكتاب فبالكتاب يُردع
فرقٌ هُدِين به وأخرى حُمِّلت ... من سيف سطوته الذي لم تسطع
لاَ تألُ مدحا للنبيّ وبله ما ... تدرى النصارى في المسيح وتدَّع
يا خيرَ من حمل المطيُّ ومن بهِ ... زُجِرَ العتاق بلامعات اليَلْمعِ
أثنى عليك إلهنا فلتعترف ... بقصورها فكِرُ البليغ المِصْقَع
إني بمدحك أستجيرُ وإنني ... منه لفي الحصن الحصين الأمنع
فأمنتُ طارقةَ الحوادث وأثنت ... عني دواهم كلِّ خطب مفظع
وبك احتميْتُ من المكاره فاحمني ... وبك استعنْتُ على الزمانِ فكنْ معي
لتكن معي عند الممات وكن معي ... عند السؤال وكن معي في مضجع
لتكنْ معي يوم الجزا أن قُدِّمت ... نفسي لما صنعت وما لم تصنع
صلى الإله عليك ما صدحتْ على ... فَنَن مُطوَّقةُ الحمام السُّجّع
ومن غرر قصائده قوله يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا:
زارت عُليُّ على شحط النوى سحرا ... فاعتاض جفنك من عذب الكرى سهرا
زارت فبات نظام الهمّ مجتمعاً ... شوقاً وبات نظام الدمع منتثرا
فالقلب يغلي وجفن العين يُسعده ... بمدمع كلّما كفكفكته انحدرا
يا رب مشتبهات لا منار لها ... من خاضها ركب الأهوال والغَررا
خاضت إلى ودوني من هوائلها ... ما يستتيه عن القصد القطا الكُدُرا