للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسرى فنبهني وهنا بتِبرس مِنْ ... بارَيْنَ طيف قَطُوفِ المشي مكسالِ

زارتْك عائشُ والجوازءُ جانِحةٌ ... واللَّيْلُ مُلْتَفُّ أرْواقٍ وأذيالِ

زارت ومن دونها شُم الجبالِ وأو ... عَاثُ الرمالِ ولمَّاعٌ من الآلِ

وكلُّ مُغبَرَّةِ الأرجاءِ طامِسَة ال ... أعْلاَم حفّتْ بأوجالٍ وأهوال

ومنها:

أما وكل خلوب اللحظ ساعِدُها ... والسَّاق غصَّا بدُمْلُوجٍ وخُلخال

لفي الفؤاد هوى مني لعائش لا ... يَبْلى وكلُّ جديدٍ غيرهُ بالِ

مَلَّ المُعَاتِبُ فيه من معاتبتي ... فكفَّ عنى وملَّ العذلَ عذالي

وطالما سمتهُ كتما فنمَّ به ... دمعي وأخبر عنهُ مخبرُ الحال

دَعْني إليها أجوب البيدَ ممتطياً ... بزلا تواصلُ إرْقالا لإِرْقالِ

أُدنى بها النازحَ النائي وأسبحها ... بحر الدُّجى وبحور الآل في الآل

وله أيضا:

أرْضَ العُقيلاتِ يا برقَ الحَيا وعَلى ... أحْيَائها لعيون الشائمين لُحِ

ولا تُرِقْ دونَها في الأرض مِلَء فَمٍ ... من سارِياتِ رَوايا ودقك الدُّلُحِ

حوْلَ المُلْيَحَة خيّمْ واغدونَّ ورُحْ ... ثمَّ اغدوَنَّ وَرُحْ ثمَّ اغدوَنْ ورُحِ

ولا تَزَلْ مُسْتطيراً مثلَ ما رَمَحتْ ... بُلْقُ العوادي زهاها فادحُ المرحِ

حتى إذا عَمَّتِ السُّقْيا مسارحها ... فاسقِ المسارح من بارين واسترِحِ

ومن ظريف ما يحكى عنه، إنه كان مسافرا ومعه ناس من أهل الفضل، فنزلوا أمام بيت فيه عبيد لابن جيرفين، أحد من اشتهر في بلده. وكان ابن جيرفين المذكور، موجودا في تلك الليلة عند عبيده، فلم يسلم عليهم ولم يبعث إليهم بفراش ولا قرى، فاجتمعوا به من غد تلك الليلة، فأخبرهم إنه غداً يذهب إلى ابن أحمد بن عيدَّ أمير آدرار، فقالوا له: نريد منك أن توصل اليه هذا

<<  <   >  >>