عالم نحرير، اشتهر علمه في تلك البلاد، وله صيت حسن في قبيلته وفي غيرها. وطلب عليه كثير من الزوايا، مثل تاكنيت (بكاف معقودة) وأولاد أبيير وغيرهم، واشتهر بالفقه واللغة والنحو، ووقعت بينه وبين باب بن أحمد بيب المتقدم، مخالفات في مسائل فقهية، وانبنت عليها وحشة بينهما زمانا. وكان أهل بيته أكثر العلويين كتبا، وكانت تحت يد باب جملة من كتبهم، فأخذها منه بسبب ما تقدم. ثم أن باب أكبّ على شراء الكتب، بأي ثمن طلب صاحبها، واستجلب النساخ من الخارج، فما مر بضع سنين عليه، إلا وهو أكثر منهم كتبا. وكان يقول: جزى الله عنى إجدود خيرا، لأنه لما أخذ كتبه، أحدث ذلك فيه همة بتحصيل الكتب حتى صار أكثر منه. ثم أن إجدود رجع عن تلك المسائل التي كان يخالف فيها باب، ولهما مشاعرة في ذلك ولم أحفظ منها شيئا، ولم أحفظ لأجدود غير قوله في
الغزل:
كأَنَّ الدَّلال على خدّها ... جناح غراب على سوسنم
وسو: بمعنى سواء. والسنم: الموضع المرتفع.
وقال يرد على أحمد بابا التينبكتي صاحب ذيل الديباج. وكان يقول: أن الفاعل يجب أن يخصص بإحدى مسوغات الابتداء:
وقول من يستوجب التخصيصا ... بفاعل ليس يرى منصوصا
وإن يكن أحمد بابا قد جزمْ ... بِه فما تخصيصهُ بملتزمْ
مثل قوله تعالى (أن تقولَ نفسٌ يا حَسْرَتا على ما فرَّطتُ في جنْبِ اللهِ) وله بيت استدراك على ما يقال، أن أحد العلماء سأل أبا الطيب المتنبي: كم من الجموع ورد على فعلى - بكسر فسكون - فأجاب على البديهة: ظِرْبيَ وحِجْلىَ، قال ذلك العالم: فسهرت ثلاث ليال أفتش الكتب، فما وجدت لهما ثالثاً. وبيت أجدود: