إلى أن يقول:
ولم أكُنْ جُذَيْلَ هذا الفنِّ ... وما عَلىَّ لَوْمُهُ لأنّي
شُغِلْتُ بالنَّحْوِ وبالبيانِ ... وإنَّ هذانِ لَسَاحرانِ
إلى أن يقول في صفة نظمه:
وربما أخلت فيه الناظرا ... أني وزَّانٌ ولستُ شاعِرا
فتارة يرقصُ من تذكير ... بابن نباتَةَ وبالحريرِي
طوراً أخو جد وطوراً عابث ... حتى كأني للأنام وارثُ
وكذلك نظم (الأخضري) تأليف عبد الرحمن الجزائري المشهور صاحب السلم، أول نظمه له:
عبد الإله الشنجيطيّ يشتري ... بعقده المنظوم تبرَ الأخضر
ورُبَّ مَنْ عقدُ الطرار حَسَّنهْ ... لَعلّني أنال الأجْرَ والزنه
فالحمد لله مُرَبى العالمينْ ... ثمَّ الصلاة والسلامُ للأمينْ
سيدنا محمد أمامِ ... رُسُلِنَا والأنبيا الختام
ونظم أيضا (الخزرجية) في العروض، وسمى نظمه لها (بالحوار) وأوله:
الحمد لله على تخريج ... مسائل العلوم بالتدريج
ثم الصلاة والسلام الوافي ... لساكن العَروض والقواف
هذا وإني قد نظمتُ نظما ... يُركب بِكر دونه ويَظما
الخزرجية له في المطلب ... إذ هي كالزنج وذا كالصُّقْلب
والزنج حر غير الأجسادا ... حتى كسا جلودها سوادا
والصقلب اكتسبت ابيضاضا ... حتى كسا جلودها بياضا
وبدأ رحمه الله تعالى، بنظم مختصر خليل، فنم منه بيتا واحدا من كتاب البيع، ثم صرفه عن ذلك صارف، وكان موجودا في أوائل القرن الثالث عشر.