للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينبغى أن لا تُكتب بالياء اسم ناقته عليه السلام "العَضْبَا" و"القَصْوا" و"الجَدْعا" (١). لأن هذه الأسماء ممدودة مفتوحة الأول، وقَصْرُها في اللفظ تخفيف، فلو كتبت بالياء لَتُوُّهِّم أنه مقصور مضموم الأَوَّل وهو خَطَأٌ.

ورابعها: أن يُنَوَّن المقصور نحو "فَتَى" و"مُصْطَفَى"، فإِن المنوَّن من ذلك يُكتب بالألف مُطلقًا على مذهب المازنى (٢). دون مذهب سيبويه (٣). المفِصّل بين المنصوب (فيكتب بالألف) وغير المنصوب (فيكتب بالياء). وإن كان المختار ما ذهب إِليه المبرِّد (٤) من كتابته بالياء.

ومثله "تَتْرَى".

ولعل الإِمام النووى (٥) رضي الله عنه بَنَى على ما ذُكر قَوْلَه في (شرح مسلم): "متى اسمُ البلدانِ صُرِفَ (يعني نُوّن) كان مذكرًا على قَصْدِ المكان، فيُكتب بالألف. وإن لم يُصرف كان مؤنثًا على إِرادة البقعة، ويُكتب


(١) قال في لسان العرب: كل ما قطع من الأذن فهو جَدعْ، فإِذا بلغ الرَّبُع فهو قَصْوٌ، فإِذا جاوزه فهو عَضْب، فإِذا استؤصلت فهو صَلْمٌ. ولم تكن ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - عضباء ولا قصواء ولا جدعاء، وإنما كان هذا لقبًا أو اسمًا لها ويحتمل أن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة، ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة، فسماها كل منهم بما تخيل فيها، ويؤيد ذلك ما روى من حديث علىّ حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغ أهل مكة سورة براءة فرواه ابن عباس أنه ركب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء، وفي رواية جابر: العضباء وفي رواية غيرهما: الجدعاء. فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأن القضية واحدة (اللسان - قصا. وانظر أيضًا: عضب، جدع).
(٢) بكر بن محمَّد بن حبيب بن بقية، أبو عثمان المازنى، من مازن شيبان، أحد الأئمة في النحو من أهل البصرة، ووفاته فيها سنة ٢٤٩ هـ. له تصانيف، منها "التصريف" و"ما تلحن فيه العامة" (من مصادر ترجمته: معجم الأدباء جـ٢ ص ٢٨٠، وفيات الأعيان جـ١ ص ٢٨٣، إِنباه الرواة جـ١ ص ٢٤٦ - ٢٥٦، النجوم الزاهرة، جـ٢ ص ٣٢٦، تاريخ بغداد جـ٧ ص ٩٣ - ٩٤).
(٣) تقدمت ترجمته ص ٤١.
(٤) تقدمت ترجمته ص ٩٨.
(٥) تقدمت ترجمته ص ٥٤.

<<  <   >  >>