والمنسوجات، وتصدّر إليها بعض المواد الأولية، كالجلود والصوف والطيب الذي يردها من الهند.
وطريق مكة- الشام أهم طريق تجارية لقريش، لأهمية تجارة الشام، ولأنها طريق برية يسهل قطعها بالإبل سفن الصحراء.
إن قطع المسلمين طريق مكة- الشام، أثّر أسوأ الأثر في الحياة الاقتصادية لقريش، لذلك حاولوا أن يستفيدوا من طريق مكة- نجد- العراق الشام الطويلة، حتى لا تموت تجارتهم نهائيا، إلا أن المسلمين حرموا قريشا من هذه الطريق الجديدة أيضا.
إن فرض الحصار الاقتصادي على قريش، جعلهم أمام مسلكين: محاولة القضاء على المسلمين لتنفتح أمامهم الطرق التجارية المقطوعة، أو الاستسلام قبل أن تموت قريش جوعا.
إن هدف المسلمين من غزواتهم بعد (بدر) على بني سليم وغطفان وبني ثعلبة وبني محارب وعلى قافلة قريش، كان لحرمان هذه القبائل من التعرّض بالمسلمين وللسيطرة على طريق مكة- الشام وطريق مكة- نجد العراق؛ ولم يكن هدف المسلمين الحصول على الغنائم، لأن الذين يحاولون السلب يعودون بسرعة الى قواعدهم خوفا من استرداد ما غنموه، ولا يبقون أياما بل شهورا في ديار أعدائهم كما فعل المسلمون.
لقد بقي المسلمون ثلاث ليال في ديار بني سليم في المرّة الأولى، وشهرين في المرة الثانية، وشهرا كاملا في ديار بني ثعلبة وبني محارب، فهل يبقى كل هذه المدة خائف من عدوه أو طالب للسلب والنهب؟!