يحثّ المشركين على القتال، فحمل عليه بالسيف، فإذا بهند بنت عتبة تولول، فارتدّ عنها أبو دجانة مكرما سيف النبي صلّى الله عليه وسلم أن يضرب به امرأة ...
٢- إشتداد القتال (الصفحة الاولى) :
أ- اندفعت قريش الى القتال يثور في عروقها طلب الثأر لمن قتل من أشرافها وسادتها منذ عام ببدر، وكان من ورائهم نساؤهم يشجعونهم ويحثونهم على الاستبسال، وقد أعدت غير واحدة منهن مولى وعدته بالخير الوفير لينتقم لها ممن فجعها ببدر في أب أو أخ أو زوج أو عزيز، وكانت هند بنت عتبة قد وعدت وحشيا الحبشي مولى جبير خيرا كثيرا إن هو قتل حمزة، كما قال له جبير بن مطعم مولاه، وكان عمه قد قتل ببدر:(إن قتلت حمزة عم محمد فأنت عتيق) !
وتربّص وحشي بين الصفوف يترصّد حمزة، حتى رآه في عرص للناس يحطم أبطال المشركين، فصوّب عليه حربته وقذفه بها، فأصابت بطن حمزة أسفل سرّته وخرجت من بين رجليه، فاستنسهد على أثرها.
ب- على الرغم من الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين باستشهاد حمزة، فإن قواتهم بقيت مسيطرة على الموقف تماما، وأخذ لواء المشركين يسقط بين حين وآخر: حمل عثمان بن أبي طلحة اللواء بعد أن قتل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه طلحة بن أبي طلحة، فلما لقي هذا مصرعه، حمله أبو سعيد بن أبي طلحة، فقتله علي بن أبي طالب أو سعد بن أبي وقاص.
وتعاقب حملة لواء المشركين من بني عبد الدار، حتى قتل منهم تسعة، ثم حمله مولى لهم، وحملته امرأة بعد ذلك لتفرق المشركين عنه.
ج- زحفت صفوف المسلمين على صفوف المشركين بعد تصدّعها، فانهزم المشركون حتى أحاط المسلمون بنساء المشركين وحتى وقع الصنم الذي احتملوه للتبرّك به من فوق الجمل الذي كان يحمله.