سيطر المسلمون على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة الى الشام والى العراق سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع الحبشة، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة الى التجارة مع الشام ومع العراق، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية.
كما سيطر المسلمون على المدينة المنورة وجعلوا منها (قاعدة أمينة) لدعوتهم وحركاتهم العسكرية المقبلة على حد سواء.
٢- المشركون ويهود
أ- قريش:
حرصت قريش منذ نكبتها الكبرى في (بدر) على الأخذ بثأرها من المسلمين، وصمّمت على الاستعداد عسكريا لاستعادة كرامتها وشرفها.
ولم تغنها غزوة (السويق) شيئا بل زادها فرارها المشين أمام مطاردة المسلمين لها عارا جديدا على عارها في (بدر) ، كما أثارت سرية زيد بن حارثة كوامن حقدها الدفين على المسلمين.
(١) - أحد: جبل شمال المدينة بينه وبينها قرابة ميل واحد. انظر التفاصيل في معجم البلدان ١/ ١٣٣.