للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن مشركي الخزرج الذين لم يكونوا يعلمون بتفاصيل بيعة (العقبة) ، حلفوا لقريش: (إنه ما كان من هذا الشيء وما علموه) ، فصدّقت قريش.

إن بيعة العقبة الثانية نجاح عسكري آخر للرسول صلّى الله عليه وسلم.

هـ- الحشد في المدينة المنورة:

أمر الرسول صلّى الله عليه وسلم مسلمي مكة المكرمة بالهجرة الى إخوانهم في المدينة المنورة، فهاجر المسلمون بالتعاقب تاركين أموالهم وأهليهم هناك.

واجتمع رجالات قريش في (دار الندوة) ، وقرّروا أن يأخذوا من كل بطن من قريش شابا نسيبا وسطا فتيا، ثم يعطون كل فتى من هؤلاء سيفا صارما، ويرسلونهم لاغتيال الرسول صلّى الله عليه وسلم، حتى يتفرق دمه في القبائل كلها، فلا يقوى بنو هاشم على حرب قريش كلها، فيرضون بالديّة.

ولكن الرسول صلّى الله عليه وسلم، علم بهذه المؤامرة فهاجر مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه الى المدينة المنورة ليلة تنفيذها، واستطاع الوصول سالما الى المدينة، على الرغم من تشبّث قريش الشديد بالقبض عليه.

وترامت أخبار المهاجر العظيم الى المدينة، فكان أهلها يخرجون كل صباح لاستقباله، فإذا اشتد الحرّ عادوا الى بيوتهم؛ فلما وصل قريبا من المدينة، خرج أهلها لاستقباله بالسلاح، ولبست المدينة حلّة العيد ...

إن هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة معناها: اجتماع القائد بجنوده في قاعدتهم الأمينة ... وبهجرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة نشأت الدولة الاسلامية، فتاريخ هذه الدولة مقترن بالتاريخ الهجري، وباستقراره عليه الصلاة والسلام في المدينة ظهر عنصر (السلطة) متركزة في شخصه الكريم باعتباره الرئيس الأعلى لجماعة المسلمين التي اتخذت المدينة المنورة مقرا لها وقاعدة أمينة.

<<  <   >  >>