وعراقيل صعبة جدا، وقطع مسافات طويلة في ظروف جوية مختلفة، وحرمان من الطعام والماء بعض الوقت، وذلك لإعداد هؤلاء الجنود لتحمّل أصعب المواقف المحتمل مصادفتها في الحرب ...
لقد تحمّل جيش العسرة مشقات لا تقل صعوبة عن مشقات هذا التدريب العنيف إن لم تكن أصعب منها بكثير: تركوا المدينة في موسم نضج ثمارها، وقطعوا مسافات طويلة شاقة في صحراء شبه الجزيرة العربية صيفا، وتحمّلوا الجوع والعطش مدة طويلة.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(خرجنا الى (تبوك) في قيظ شديد، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرثه فيشربه، ثم يجعل ما بقي من الماء على كبده) .
إن غزوة تبوك تدريب عنيف للمسلمين، كان غرض النبي صلّى الله عليه وسلم منه إعدادهم لتحمّل رسالة حماية حرية نشر الاسلام خارج شبه الجزيرة العربية وتكوين الدولة الاسلامية المترامية الاطراف؛ فقد كانت هذه الغزوة آخر غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلم، فلا بدّ من الاطمئنان الى كفاية جنوده قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.
٤- المسير الليلي (السرى) :
قطع المسلمون أكثر المراحل بين المدينة وتبوك ليلا، ليتخلصوا من الحر الشديد.
إن الحركة ليلا في موسم الحر ضرورية جدا خاصة في الصحراء؛ وهذا ما تطبقه الجيوش الحديثة في العصر الحاضر.
٥- المعنويات:
يمكن اعتبار غزوة تبوك معركة معنويات لا معركة ميدان.