لم يبق للمشركين في شبه الجزيرة العربية أية قيمة عسكرية، خاصة بعد إسلام قريش زعيمة القبائل العربية وعميدة المشركين، فقد انتشر الإسلام في القبائل العربية انتشارا ساحقا، وأصبح إسلام المتخلفين من المشركين أمرا لا شك فيه.
وفعلا بدأت وفود المشركين تتسابق الى المدينة لإعلان إسلامها، وأخذ العرب يدخلون في دين الله أفواجا.
لقد أصبح خطر المشركين على المسلمين لا قيمة له من الناحية العسكرية.
٤- الروم:
كانت أحوال امبراطورية الروم مضطربة خاصة في بلاد الشام، فقد كثر تذمّر الناس من ظلم حكام الروم وإرهاقهم بالضرائب، لذلك أقبل كثير من القبائل العربية الخاضعة لحكم الروم على اعتناق الإسلام.
أسلم فروة بن عمرو الجذامي قائد إحدى فرق الروم العسكرية التي قاتلت المسلمين في غزوة (مؤتة) ، فقبض عليه بأمر من هرقل بتهمة الخيانة؛ وكان هرقل على استعداد للإفراج عنه اذا هو عاد الى المسيحية، ولكن فروة أصرّ على إسلامه، فقتل.
إنّ انتشار الإسلام بين نصارى العرب أقضّ مضاجع الروم، وجعلهم يفكرون في القضاء على الدين الجديد قبل أن يستفحل أمره، فقاموا بحشد قواتهم على حدود الشام الجنوبية استعدادا لمهاجمة المسلمين، واستخدموا الأنباط الذين كانوا يتاجرون مع المدينة لنقل المعلومات اليهم عن المسلمين، تلك المعلومات التي أكدت لهم تزايد قوة المسلمين ماديا ومعنويا، بحيث أصبحت تلك القوة خطرا داهما يهدد الروم في بلاد الشام خاصة.