العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط ... أنا ابنة حاتم طيء) ، فقال لها النبي صلّى الله عليه وسلم:(يا جارية! هذه صفات المؤمنين حقا. لو كان أبوك مسلما لترحّمنا عليه) !
[دروس من حنين والطائف وسرايا الدعوة]
١- المباغتة:
أ- استخدم الرسول صلّى الله عليه وسلم في حصار الطائف المنجنيق والدبابة، وبذلك استفاد من سلاحين جديدين في القتال. فما هو المنجنيق؟ وما هي الدبابة؟
يتألف المنجنيق بصورة عامة من عامود طويل قوي موضوع على عربة ذات عجلتين في رأسها حلقة أو بكرة، يمر بها حبل متين، في طرفه الأعلى شبكة في هيئة كيس. توضع حجارة أو مواد محترقة في الشبكة، ثم تحرّك بواسطة العامود والحبل (راجع شكل المنجنيق) ، فيندفع ما وضع في الشبكة من القذائف ويسقط على الأسوار، فيقتل أو يحرق ما يسقط عليه.
أما الدبابة، فعبارة عن آلة من الخشب الثخين المغلّف بالجلود أو اللبود، تركّب على عجلات مستديرة، فهي عبارة عن قلعة متحركة يستطيع المشاة الاحتماء بها من نبال الأعداء.
هذان السلاحان الجديدان باغت بهما النبي صلّى الله عليه وسلم أعداءه في الطائف؛ ولكنّ أهل الطائف استطاعوا أن يحرموا المسلمين من فوائد هذين السلاحين، وذلك بأسلوب قذف الحديد المصهور على خشب الدبابات، فاحترقت تلك الأخشاب واضطرّ المحتمون بها الى الفرار، فأصبحوا بعد انكشافهم هدفا مناسبا لرميهم بالسهام، وبذلك أحبطت ثقيف محاولة المسلمين للإفادة من استعمال المنجنيق والدبابة استعمالا مفيدا حاسما.