للخروج الى الكعبة مع المسلمين لزيارتها وتعظيمها لا للقتال، حتى تعلم العرب كلها بأنه خرج في الشهر الحرام حاجا لا غازيا، فان أصرّت قريش على مقاتلته في الشهر الحرام ومنعته من أداء شعائر الحج والعمرة أسوة بالعرب الآخرين، لم تجد من العرب من يؤيدها في موقفها هذا، ولا من يعينها على قتال المسلمين، فتبقى وحدها وتفقد عطف حلفائها عليها، فلا تقوى على صدّ المسلمين وحدها ما لم يعاونها حلفاؤها من القبائل الأخرى.
٢- المشركون ويهود:
لم يبق من المشركين أية قبيلة تستطيع الصمود وحدها أمام قوات المسلمين، فليس أمام القبائل إلا حشد كل قواتها لتستطيع المقاومة في معركة غير مضمونة النتائج.
ولا يمكن اجتماع قوات المشركين في صعيد واحد، إلا إذا استثيرت بحوافز حاسمة جدا: كالاعتداء على مقدساتها أو التعرّض بأموالها وذراريها؛ فقد اقتنعت هذه القبائل بأنّ المسلمين أصبحوا أمنع من أن يصيبوهم أو يصيبوا أموالهم بسوء.
ولم يبق من يهود إلا يهود خيبر، وهؤلاء لا يقدمون على عمل ضد المسلمين إلا بعد أن يفكروا كثيرا، لئلا يكون مصيرهم مصير قريظة وبني النضير وقينقاع.
[قوات الطرفين]
١- المسلمون:
ستمائة وألف «١» مسلم بقيادة النبي صلّى الله عليه وسلم، معهم سبعون من القرابين، وسلاحهم السيوف بأغمادها.
(١) - ويقال: ألف وأربعمائة، ويقال: ألف وخمسمائة وخمسة وعشرون رجلا. أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٩٥.