للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانتخب (مقرّا) له في غزوة (بدر) ، مراعيا شروط انتخاب (المقر) ، وأمّن حراسته كما يجري في الحرب الحديثة.

وقسّم الأعمال وأمّن السيطرة على إنجازها، كما حدث في حفر الخندق.

وقام بالهجوم فجرا، ذلك الهجوم الذي يحتاج الى كفاية وتدريب متميزين كما حدث في غزوة بني المصطلق.

وابتكر أسلوب (الرسائل المكتومة) ، على حين يفاخر الألمان في العصر الحاضر بأنهم أول من ابتكر هذا الأسلوب.

بل إنه طبّق الحرب الإجماعية بحذافيرها، فحشد كل القوى المادية والمعنوية للأغراض العسكرية، وذلك ليؤمّن حماية الدعوة من أعدائها الكثيرين، بينما لم تعرف هذه الحرب إلا في الحرب العالمية الثانية فقط، واستأثر الألمان بالمفاخرة في ابتكارها.

٤- قيادة مثالية:

رأينا كيف كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يتحلى بكل صفات القائد المثالي، كما تنصّ عليها أوثق المصادر العسكرية الحديثة.

ورأينا كيف طبّق كل مبادىء الحرب بكل كفاية، ورأينا كيف أنه تحلّى بمزايا أخرى لم تنص عليها المصادر العسكرية لاستبعاد المفكرين العسكريين إمكان توفرها في القادة وهم بشر!

ورأينا كيف طبّق أساليب جديدة مبتكرة، واستخدم أسلحة جديدة في القتال.

فأي قائد تحلى بكل هذه المزايا وطبّق كل مبادىء الحرب وابتكر كل هذه الأساليب الحربية؟!

ذلك هو السبب الأول لانتصار المسلمين على أعدائهم، وقديما قالوا: (لم يغلب الرومان الغال ولكن قيصر) .

<<  <   >  >>