فيها، إذ سمعت صوت صارخ أو في على ظهر (سلع) يقول بأعلى صوته:
يا كعب بن مالك، أبشر ... فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء الفرج.
وآذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر:(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ، وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ، وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا، إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)«١» .
(فلما جلست إليه قلت: يا رسول الله! إن من توبتي الى الله عز وجل أن أنخلع من مالي صدقة الى الله والى رسوله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. قلت: إني ممسك سهمي الذي بخيبر. وقلت: يا رسول الله! إن الله قد نجّاني بالصدق، وإن من توبتي الى الله ألا أحدث إلا صدقا ما حييت ... ) .
أي عقاب نفسي هذا الذي جعل المتخلف يقدّم بين يدي توبته شرطين ما أصعبهما وما أشقهما: التنازل عن المال، والصدق في القول. ليس من السهل أن يتنازل المرء عن ماله، وأصعب من ذلك الثبات على الصدق في جميع الأحوال والظروف.
فأي أثر عظيم تركه هذا العقاب النفسي الصارم، وأين هذا العقاب الذي طبّقه المسلمون على المتخلفين في القرن السابع الميلادي من هذا العقاب الذي طبقته أرقى الدول على المتخلفين في القرن العشرين؟
إن الدرس العظيم الذي يمكن أخذه من هذه المقاطعة، هو لزوم مقاطعة كل من أساء الى عقيدته ومقدساته خاصة في أوقات الشدائد والمحن.
٣- التدريب العنيف:
تعمل الجيوش الحديثة على تدريب جنودها تدريبا عنيفا: اجتياز موانع