كانت الثقة بين الأحزاب أنفسهم من جهة وبينهم وبين يهود من جهة أخرى واهنة جدا، بل لم تكن هناك ثقة بينهم على الإطلاق.
قريش تريد القضاء على المسلمين بالإفادة من جهود القبائل الأخرى ويهود.
والقبائل الأخرى تريد الأسلاب بالدرجة الأولى من أي مصدر كان، ولو وقعت أموال أحلافهم بني قريظة بيدهم لأخذوها أيضا.
ويهود لا يثقون في الجميع ويريدون القضاء على المسلمين بدماء قريش والقبائل الأخرى.
وهكذا انعدمت الثقة بينهم لتفرق الأهداف والمقاصد والمصالح والرغبات.
٥- الصبر على الحصار:
يحتاج الصبر على الحصار المديد الى قوات مدربة لها أهداف معلومة وقيادة مسيطرة. أما القبائل فلا صبر لها على الحصار المديد، لأنها اعتادت التنقل بين فترة وأخرى، كما أنها لا تطيق صبرا على فراق وطنها وأهلها مدة طويلة.
لذلك تذمّر الأعراب من طول مدّة الحصار- على قصرها- وآثروا الارتحال على البقاء.
[دروس من غزوة الخندق]
١- القيادة:
عالجنا أسلوب القيادة المرتبك عند الأحزاب ويهود، مما كان له أسوأ الأثر في نتيجة معركتهم.
وبقدر ما كانت قيادة الأحزاب واهنة، كانت قيادة المسلمين قوية حازمة رشيدة.