للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأرض للصالحين]

إن النتائج العسكرية لجهاد المسلمين بقيادة النبي صلّى الله عليه وسلم، كانت متوقعة منذ بدأ هذا الجهاد، لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم أعدّ كل وسائل النصر على أعدائه الكثيرين، ولهذا كان واثقا من النصر، فبشّر به أصحابه في كل مناسبة.

اصطدمت قوتان غير متكافئتين: كان للمسلمين قيادة موحدة مثالية هي قيادة الرسول صلّى الله عليه وسلم، رشحته لها كفاية قيادية عالية وعبقرية إدارية فذة؛ وكان لأعداء المسلمين قواد لا يتحلون بالكفاية العسكرية رشحتهم لها وراثة الآباء والأجداد. وكان قتال المسلمين دفاعا عن عقيدتهم ولتوطيد أركان السلام، فحربهم عادلة مثالية، بينما كان قتال أعدائهم لتوطيد أركان الظلم والعدوان، فحربهم غير عادلة.

وكان للمسلمين عقيدة راسخة وأهداف سامية معلومة، ولم يكن لأعدائهم عقيدة ولا أهداف تستحق التضحية والإقدام.

تلك هي أسباب انتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، وتلك هي أسباب انتصار كل قوة في كل زمان ومكان.

إن الأرض يرثها العباد الصالحون، وقد كان المسلمون حينذاك هم العباد الصالحين، فورثوا الأرض ومن عليها وبقوا يحكمونها حتى غيّروا ما بأنفسهم، فتبدّلت الحال غير الحال.

وسيعيدون سيرتهم الأولى بإذن الله، إذا عادوا الى الإسلام بما فيه من تكاليف البذل والتضحية والفداء.

لقد قمنا بدراسة حياة سيدنا محمد صلوات الله وتسليمه عليه من الناحية

<<  <   >  >>