لقد أصبحت المدينة المنورة أول قاعدة أمينة للاسلام بعد أن هاجر إليها الرسول صلّى الله عليه وسلم، ولكنها لم تكن قاعدة أمينة حقا قبل إجلاء بني قينقاع عنها.
لقد كان موقف يهود المدينة يختلف تماما عن موقف مشركيها.
كان مشركو المدينة يمتّون بصلة القربى والنسب الى الأنصار، أما يهود فلا نسب ولا قربى لهم مع سكان المدينة من غير يهود.
وقد أسلم أكثر مشركي المدينة بعد (بدر) ، والذين بقوا على شركهم قليلون، لذلك كان خطر هؤلاء على المسلمين قليلا.
أما يهود المدينة فقد زادهم انتصار المسلمين في (بدر) حقدا على حقدهم، فأصبحوا يتربصون بالمسلمين الدوائر ويتجسّسون عليهم ويحرّضون أعداءهم للفتك بهم، ويؤذونهم بالقول والعمل.
لقد كان بقاء يهود بالمدينة بعد انتصار المسلمين في (بدر) خطرا داهما لا بد من القضاء عليه، لتكون المدينة قاعدة أمينة حقا للاسلام؛ ولترتكز عليها قواتهم للحركات المقبلة، ودعوتهم للإسلام في حاضرهم ومستقبلهم.
لقد ضعفت شوكة يهود بعد إجلاء بني قينقاع عنها، فقد كان أكثر يهود المنتسبين الى المدينة يقيمون بعيدا عنها (بخيبر) وبأم القرى؛ وهكذا طهّر المسلمون داخل المدينة من أخطر أعدائهم، وأصبحت المدينة قاعدة أمينة للاسلام حقا.
٢- الحصار الاقتصادي:
تعتمد قريش في حياتها على تجارتها بالدرجة الأولى، وهي تستورد بعض المواد التي تتيسر في الحبشة والشام والعراق واليمن، كالمواد الغذائية