مقدمة الطبعة الرابعة إرادة القتال في الجهاد الإسلامي ١
أ- بعث النبي صلّى الله عليه وسلم من (الحديبية) عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه إلى مكة المكرمة، ليبلغ أشراف قريش: أن المسلمين لم يأتوا للحرب، وإنما جاءوا زائرين للبيت الحرام ومعظمين لحرمته.
وبلغ عثمان أبا سفيان بن حرب وعظماء قريش عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما أرسله به. فقالوا لعثمان حين فرغ من تبليغ رسالته الى قريش:(إن شئت أن تطوف بالبيت فطف) ، فقال عثمان: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
واحتبست قريش عثمان عندها، فبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلم والمسلمين، أن عثمان ابن عفان قد قتل، فقال الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام:(لا نبرح حتى نناجز القوم) .
ودعا النبي صلّى الله عليه وسلم الناس الى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكانت هذه البيعة على الموت.
قال الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان:(كنا نبايع يومئذ على الموت) .
ب- واستشهد في معركة (اليرموك) الحاسمة عكرمة بن أبي جهل وسهل ابن عمرو والحارث بن هشام، فأتوا بماء وهم صرعى في النزع الأخير، ولكنهم تدافعوا، كلما دفع الى رجل منهم قال: اسق فلانا، حتى ماتوا ولم يشربوه! فقد طلب عكرمة الماء، فرأى سهيلا ينظر إليه، فقال:(ادفعوا الى سهيل) .