للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن حرب المسلمين كانت حرب فروسية، تطلب النصر بوسائل شريفة، وتعفّ عن الظلم والعدوان.

٨- القضايا الادارية:

أ- توزيع الغنائم:

أولا: سيطر العامل النفسي بالدرجة الأولى على توزيع الغنائم، فقد أراد النبي صلّى الله عليه وسلم أن يستميل قلوب رجالات قريش الذين أسلموا حديثا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، كما أراد أن يستميل زعماء القبائل الأخرى، لأن كثيرا من الناس يقادون الى الحق من بطونهم لا من عقولهم «١» .

وقد أغدق النبي صلّى الله عليه وسلم العطاء على هؤلاء، حتى أصبح النبي صلّى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم وأصبح الاسلام دينهم الوحيد. أما المسلمون الأولون، فقد رأى النبي صلّى الله عليه وسلم أن يحرمهم من الغنائم، لأن إيمانهم أقوى من أن تؤثّر فيه القضايا المادية، فلما عتب عليه قسم من المسلمين الأولين في ذلك أجابهم: (إنني أعطي قوما أخاف هلعهم وجزعهم، وأكل قوما الى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى، منهم عمرو بن ثعلب) . قال عمرو: (ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم حمر النعم) .

كان الأنصار ممن وقعت عليهم مغارم هذه السياسة، فقد حرموا جميعا أعطيات حنين، فلم يمنحوا شيئا منها قط، فقال قائلهم: (لقي والله رسول الله صلّى الله عليه وسلم قومه) ، فمشى سعد بن عبادة الى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم) !

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: (فيم) قال سعد: (فيما كان من قسمة هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، ولم يكن فيهم من ذلك شيء) .


(١) - يطلق على هؤلاء: المؤلفة قلوبهم.

<<  <   >  >>