للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- حرب الدعاية:

شنّ المسلمون على قريش بخروجهم لزيارة البيت العتيق، أضخم حرب للدعاية التي هي من أهم أركان الحرب الباردة.

لقد أظهروا تعظيمهم للبيت الحرام بصورة عملية لا تقبل الشك والمماراة، فتسامع العرب بذلك؛ فلما أصرّت قريش على رجوع المسلمين دون زيارة المسجد الحرام، اعتبر العرب قريشا ظالمة للمسلمين، إذ ليس لها أن تحرم أحدا جاء لتعظيم البيت وزيارته.

وقد رأيت كيف أن قريشا أرسلت الحليس بن علقمة لمفاوضة الرسول صلّى الله عليه وسلم، فلما رأى الهدي في الوادي، عاد أدراجه دون أن يقابل النبي صلّى الله عليه وسلم وأخبر قريشا بما رأى وهدّدهم أعنف تهديد.

بل إن هذه الدعاية كادت أن تثير حربا أهلية داخل مكة بين قريش نفسها من جهة وبين قريش والأحابيش من جهة أخرى.

أما عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد استطاع أن يتصل بالمسلمين في مكة حين بعثه الرسول صلّى الله عليه وسلم لمفاوضة قريش ويوجههم الى أهداف الإسلام الحيوية.

لقد كانت غزوة الحديبية حرب دعاية من الطراز الأول.

[نتائج الحديبية]

١- أهم نتائج غزوة الحديبية هي ما يأتي:

أ- اعتبار المسلمين طرفا مساويا لقريش، وهذا أول اعتراف بالدولة الإسلامية من أشد أعدائها وأقواهم في الحجاز.

لقد كانت قريش تعتبر المسلمين من قبل عصاة شقوا عليها عصا الطاعة، ولم تكن تعتبرهم ندا لها قدرا وقيمة وقوة ومكانة.

<<  <   >  >>