للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- أصبح المجال مفتوحا أمام الرسول صلّى الله عليه وسلم لمحالفة القبائل التي لم تكن تطمئن الى محالفته، لقوة قريش ولوجود الكعبة في مكة، وبذلك قوي جانب المسلمين وكثر حلفاؤهم وازدادت قوتهم الضاربة.

ج- التفريق بين قريش وحلفائها الطبيعيين يهود خيبر الذين كانوا لا ينفكون يحرّضون القبائل على الرسول صلّى الله عليه وسلم.

د- الاستقرار الذي أمّن التفرّغ للدعوة وانتشار الإسلام.

هـ- نجاح المسلمين في الحصول على الحياد المسلح: المسلمون محايدون ومشردوهم الذين فروا بدينهم من قريش وحلفائها مسلحون يقاتلون.

وإثارة المسلمين للرأي العام ضد قريش لصدّها المسلمين عن زيارة البيت الحرام وتعظيمه، مما أكسب المسلمين عطف كثير من القبائل وكثير من قريش نفسها وكثير من أهل المنطقة المجاورة لقريش، مما سهّل عملية فتح مكة عليهم فيما بعد.

٢- هذه هي نتائج (الحديبية) ، وهي بعض أهداف الرسول صلّى الله عليه وسلم البعيدة التي لم يستطع المسلمون إدراكها في حينه، فلما عادوا الى المدينة واستقر بهم المقام هناك ورأو بعض تباشير هذه النتائج، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه معبرا عن رأي المسلمين: (لم يجلب نصر للإسلام ما جلب صلح الحديبية) .

ثم نزل في هذا النصر قول الله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) «١» .

وبدأ المسلمون حينذاك يلمسون بعد نظر الرسول صلّى الله عليه وسلم وتباشير ما بشّرهم به من فتح قريب.


(١) - الآية الكريمة من سورة الفتح ٤٨: ١.

<<  <   >  >>