للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- أسباب خسائر المسلمين:

إن أسباب كثرة خسائر المسلمين في معركة (أحد) هي ما يلي:

أ- عدم المطاردة «١» :

لم يقم المسلمون بالمطاردة في الصفحة الأولى من المعركة بعد انهزام المشركين بعيدا عن معسكرهم، بل انشغلوا بالغنائم. ولو أنهم طاردوا قريشا فورا بعد هزيمتها، لقضوا على قواتها بسهولة، ومن بعد ذلك يعودون لجمع الغنائم.

ب- مخالفة الأوامر:

تنفيذ الأوامر هو الضبط العسكري الذي يعتبر روح الجندية والسبب المباشر المؤدي لكل انتصار في كل معركة، ومخالفة الرماة في ترك مواقعهم والإسراع لجمع الغنائم خطأ كبير وقع فيه المسلمون حينذاك، إذ كشف للعدو ظهورهم فاستفاد خالد بن الوليد من هذه الفرصة السانحة لتطويقهم من الخلف، مما أدى الى الإطباق عليهم من كل الجهات.

ج- المباغتة:

المباغتة مبدأ من أهم مبادىء الحرب، ومعناها ضرب العدو من مكان أو في زمان أو بأسلوب لا يتوقعه، بحيث يمكن تحطيم قوى العدو المادية والمعنوية.

وكان قيام خالد بن الوليد بالالتفاف وراء قوات المسلمين في الوقت الذي انهزم فيه المشركون مباغتة تامة للمسلمين، فارتبكت صفوفهم بدرجة لم يفرقوا معها بين قوات عدوهم وبين قواتهم، كما تحطمت معنويات الكثير منهم وأصبحوا لا يعرفون ما يصنعون.

إن هذه المباغتة أتاحت الفرصة لقريش للقضاء على المسلمين وإبادة قواتهم،


(١) - المطاردة: تعبير عسكري يقصد به تعقب القوات المعادية المنسحبة لإحداث الخسائر فيها ومحاولة قلب انسحابها الى هزيمة.

<<  <   >  >>