ولو انكشفت نيات المسلمين لقريش في وقت مبكّر، لاستطاعت أن تحشد حلفاءها وتنظم قواتها وتقرر خطّة مناسبة لحرب المسلمين، ولاستطاعت مقاومة النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه أطول مدة ممكنة، ولأوقعت بقواته خسائر في الأرواح والأموال دون مبرر ...
ليس من السهل أبدا، أن يتحرّك جيش كبير تبلغ قوته عشرة آلاف راكب وراجل الى مكة، دون أن تعرف قريش وقت حركته ونياته، حتى يصل ذلك الجيش الى ضواحي مكة، فيفلت الأمر من قريش، ولا تعرف ما تصنع إلا أن تلجأ الى الاستسلام.
إنّ ترتيبات الرسول صلّى الله عليه وسلم في الكتمان لحرمان قريش من معرفة نياته، أمّنت له مباغتة متميزة للغاية، وأجبرت قريشا على الاستسلام دون قتال.
٢- المعلومات:
يقرّر القائد خطته بالنسبة الى المعلومات التي يستطيع الحصول عليها عن:
نيات العدو، وعدد قواته، وتنظيمه وتسليحه ومواضعه وأسلوب قتاله والأرض التي سيقاتل فيها.
وكلما كانت المعلومات المتيسّرة مفصّلة وافية، كانت خطة القائد دقيقة وكان احتمال نجاحها كبيرا.
لقد استطاع المسلمون أن يعرفوا من وفد بني خزاعة أمر نقض الهدنة، واستطاعوا معرفة تردد قريش في قراراتها، كما استطاعوا أن يعرفوا كل خبر مهم أو غير مهم يدخل الى المدينة أو يخرج منها في أي وقت من الأوقات.
أما قريش، فلم تستطع أن تحصل على أي نوع من المعلومات في أي وقت كان قبل حركة الرسول صلّى الله عليه وسلم وأثناءها حتى وصوله ضواحي مكة.
حاول أبو سفيان أن يعرف نيات المسلمين من ابنته أم حبيبة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم