إن نتيجة معركة حنين، مثال رائع لأثر القائد الشخصي على نتيجة المعركة، بل نستطيع أن نقول: ان نتيجة معركة حنين قد كسبها النبي صلّى الله عليه وسلم وحده بعون من الله.
أما قائد المشركين، فعلى الرغم من شجاعته التي بلغت حد التهور، إلا أنه لم يكن قائدا بالمعنى الصحيح؛ فلم يكن لاستصحاب الأموال والذراري مع المقاتلين أي معنى، ولم يفكر بخطة غير خطة احتلال وادي حنين؛ أما بعد ذلك فقد ارتبك كل شيء في صفوف المشركين، لأنه لم تكن لديهم أية خطة للدفاع أو للانسحاب، حتى أن قائد المشركين لم يستطع تأمين (ساقة) لقواته تحمي انسحابها مما أوقع بقواته خسائر فادحة بالأرواح.
٣- المطاردة:
أ- قام المشركون بمطاردة المسلمين بعد انهزامهم في الصفحة الأولى من غزوة حنين، ولكنّ الصامدين من المسلمين وعلى رأسهم النبي صلّى الله عليه وسلم، استطاعوا تحديد زخم مطاردة المشركين كما استطاعوا حماية انسحاب المسلمين بدون تدخل المشركين فيه، فكان أول واجب للذين ثبتوا من المسلمين هو قيامهم بواجب (السّاقة) لحماية الانسحاب، وقد نجحت تلك الساقة نجاحا ممتازا إذ لولاها لكانت خسائر المسلمين كثيرة جدا خاصة وأن انسحابهم يجري في منطقة ضيقة لا تساعد على التبعثر الذي يقل من الخسائر.
ب- لم يؤمّن المشركون ساقة لحماية قواتهم عندما تجمعت بعض قوات المسلمين وقامت عليهم بالهجوم المقابل الذي انهزم على إثره المشركون، لذلك استطاع المسلمون إيقاع الخسائر الفادحة بالمشركين، كما استطاعوا جعل انسحابهم ينقلب الى هزيمة.
ج- وقد قام المسلمون بمطاردة مثالية استطاعوا بها القضاء على المشركين المتجهين الى (أوطاس) و (نخلة) ، بينما حمت أسوار وحصون الطائف رتل