رآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فترك خيمته واشتدّ نحو خيمة الرسول صلّى الله عليه وسلم، فلما وصلها قال:(يا رسول الله! دعني أضرب عنقه) .
قال العباس:(يا رسول الله! إني قد أجرته) ، فلما أكثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال العباس رضي الله عنه:(مهلا يا عمر! ما تصنع هذا إلا أنه من بني عبد مناف، ولو كان من بني عديّ ما قلت هذه المقالة) ؛ فقال عمر:(مهلا يا عباس! فو الله إسلامك يوم أسلمت كان أحب لي من إسلام الخطاب لو أسلم) .
هذا صحيح، فقد كان عمر يمثّل عقيدة المسلمين الأولين الراسخة، بينما كان العباس حديث عهد بالإسلام.
وكيف تبرّر إقدام المهاجرين على الاشتراك في غزوة الفتح، تلك الغزوة التي لم يكن من المستبعد أن تصطرع فيها قوات المسلمين وقوات قريش قوم المهاجرين وأهلهم في بلدهم الحبيب.
إنّ عقيدة المسلمين لا تخضع للمصلحة الشخصية، بل هي رهن المصلحة العامة وحدها.
١٠- تحطيم الاصنام:
تحطيم الأصنام في مكة يوم الفتح وفي غير مكة بعيد الفتح، قضى على عقيدة الإشراك في أقوى معقل من معاقلها في شبه الجزيرة العربية كلها.
إنّ تحطيم الأصنام- وهي التي كان يعبدها المشركون ويقرّبون القرابين إليها دون أن تذود عن نفسها أو تصيب من حطمها بأذى كما كان يعتقد المشركون بها- نزع من نفوسهم الى الأبد آخر اعتقاد في قدسية هذه الأصنام وفائدتها.