للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(إني أكثر الأنصار مالا، فاقسم مالي الى نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمّها لي، أطلّقها؛ فإذا انقضت عدّتها، فتزوجها) ...

هذا مثال من الإيثار الذي كان نتيجة لهذا التآخي.

وظلت عقود الإخاء مقدّمة على حقوق القرابة في توارث التركات الى موقعة (بدر) ، حيث استقرّ أمر المسلمين؛ فألغى التوارث بعقد الأخوّة ورجع الى زوي الرحم ...

إن هذا التآخي جعل المسلمين كرجل واحد: يؤمن بعقيدة واحدة، ويعمل لهدف واحد، بإمرة قائد واحد.

ج- المعاهدات «١» :

عقد الرسول صلّى الله عليه وسلم معاهدة بين المسلمين من جهة ويهود والمشركين من أهل المدينة المنورة من جهة أخرى، وادعهم فيها وأقرّهم على دينهم وأموالهم.


- والثانية وشهد (بدرا) وقتل يوم (أحد) . قال رسول الله (ص) يوم (أحد) : (من يأتيني بخبر سعد بن الربيع) ؟ فقال رجل: أنا. وذهب الرجل يطوف بين القتلى، فقال له سعد: (ما شأنك) ؟ قال: بعثني رسول الله (ص) لآتيه بخبرك، فقال سعد: (فاذهب إليه فأقرئه مني السلام وأخبره أني طعنت اثنتي عشرة طعنة، وأني قد أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله (ص) وأحد منهم حي) ، فرجع الرجل الى النبي (ص) فأخبره، فقال: (رحمة الله! نصح لله ولرسوله حيا وميتا) . آخى رسول الله (ص) بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فأراد أن يناصفه أهله وماله، وكان له زوجتان، فقال له عبد الرحمن: (بارك الله لك في أهلك ومالك! دلوني على السوق) . أنظر التفاصيل في طبقات ابن سعد ٧/ ٦١٢، والإصابة ٣/ ٧٧، التسلسل ٣١٤٧، وأسد الغابة ٢/ ٢٧٧، والاستيعاب ٢/ ٥٨٩، التسلسل ٩٣١.
(١) - نص المعاهدة: -

<<  <   >  >>