عبد الله بن أنيس وحده مقام قوة كبيرة كان عليها أن تتحرك لمهاجمة بني لحيان، فتبذل جهودا ووقتا ومالا في معركة غير معروفة النتائج.
وكان عمل النبي صلّى الله عليه وسلم في تحريكه قواته بعد غزوة بني (المصطلق) عندما علم بمحاولة عبد الله بن أبي إثارة الفتنة بين المهاجرين والأنصار، واستمرار المسير الشاق لمدة ثلاثين ساعة ... كان عمل الرسول صلّى الله عليه وسلم هذا إبداعا متميزا، إذ لولا مسارعته الى الحركة بقواته حتى أنهكها التعب لما استبعدنا بتاتا نجاح عبد الله بن أبي في فتنته.
إن مزية الإبداع من أعظم مزايا القائد القدير.
٥- المعنويات:
حاول المشركون والمنافقون أن ينالوا بدعاياتهم الضارة من معنويات المسلمين بعد أن عجزوا عن أن ينالوا منهم في ساحات القتال.
لقد حاول المشركون أن يؤثروا في معنويات المسلمين، كي لا يطمئنوا الى إرسال دعاتهم خارج المدينة المنورة، وبذلك يجعلون الدعوة تنحصر في محيط ضيّق لا يتسع لآمالها القريبة والبعيدة.
غدر بنو عضل والقارة بمعاونة هذيل بستة من الدعاة في (الرجيع)«١» ، وكان بنو عضل والقارة هم الذين طلبوا من الرسول صلّى الله عليه وسلم إرسال قسم من
(١) - الرجيع: ماء لهذيل قرب الهدأة بين مكة والطائف. أنظر التفاصيل في معجم البلدان ٤/ ٢٢٨.