للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دخلت قوات المسلمين مكة، فلم تلق مقاومة، إلا جيش خالد بن الوليد، فقد تجمّع متطرفو قريش مع قسم من حلفائهم من بني بكر في منطقة (الخندمة) «١» ، فلما وصلتها قوات خالد أمطروها بوابل من نبالهم، لكن خالدا لم يلبث أن فرّقهم ولم يقتل من رجاله إلا اثنان «٢» ضلّا طريقهما وانفصلا عنه، ولم يلبث صفوان بن أميّة وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل حين رأوا الدائرة تدور عليهم أن تركوا مواضعهم في (الخندمة) وفروا مع قواتهم.

واستسلمت المدينة المقدسة للمسلمين وفتحت أبوابها لهم.

[في مكة المكرمة]

عسكر النبي صلّى الله عليه وسلم في منطقة جبل هند بعد أن سيطرت قواته على جميع مداخل مكة، فلما استراح وتجمعت أرتاله، نهض والمهاجرين والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد. فأقبل الى الحجر الأسود فاستلمه، ثم طاف بالبيت العتيق وحول البيت، وكان في الكعبة ستون وثلثمائة صنم، يطعنها بالقوس وهو يقول: (جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد) .

ثم دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ودخلها، فرأى الصور تملؤها ومن بينها صورتان لإبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام، فمحا ما في الكعبة من صور، ثم صلى ودار في البيت يكبّر، ولما أنهى تطهير البيت من الأصنام والصور، وقف على باب الكعبة وقريش تنظر ماذا يصنع، فقال:

(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. ألا كل مأثرة أو مال فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية


(١) - الخندمة: جبل بأسفل مكة. راجع التفاصيل في معجم البلدان ٣/ ٤٧٠.
(٢) - هما: كرز بن جابر من بني محارب بن فهر، وخنيس بن خالد بن ربيعة الخزاعي حليف بني منقذ.

<<  <   >  >>