وقد كان من المستحيل اتفاقهم على قائد منهم ليسيطر على الجميع، لأن هذا القائد سينال شرفا عظيما يتميّز به على الآخرين، ولا يمكن للآخرين أن يرضوا بهذا الامتياز.
لقد كانت النعرة الجاهلية لا الهدف المشترك هي التي تسيطر على القيادة، ولا يمكن أن تنجح مثل هذه القيادة في أي موقف بأي معركة حتى ولو كانت لها كل الظروف المؤاتية لها كما كانت الظروف في غزوة الخندق بالنسبة للأحزاب ويهود.
٢- المباغتة بالخندق:
لقد كان حفر الخندق مباغتة تامة للأحزاب، فلم تكن العرب تعرف هذا الأسلوب، كما لم تكن تعرف أسلوب القتال المناسب لاجتياز الخندق والتغلب على المدافعين عنه.
لذلك بقي القتال (مستكّنا)«١» طول مدة الحصار، عدا محاولات قليلة قام بها المشركون لمحاولة اجتياز الخندق باءت كلها بالفشل الذريع.
٣- الطقس:
كان موسم القتال شتاء، وكان الأعراب في العراء يعيشون في غير مواطنهم التي يستفيدون فيها من موادهم المتيسرة للتدفئة وللإعاشة وللسكنى ...
لذلك لم يستطيعوا البقاء لحصار المدينة مدة طويلة.
(١) - القتال المستكن: هو القتال الجامد الخالي من قابلية الحركة التي بدونها لا نصر في حرب.