ازداد عدد المسلمين في المدينة المنورة وازدادوا قوة وتماسكا، ولكنّ حالتهم الاقتصادية كانت متردية، لأن أكثر المهاجرين فرّوا بأنفسهم وعقيدتهم من مكة المكرمة، وتركوا أموالهم هناك، ولأن الأنصار شاركوا المهاجرين في أرزاقهم القليلة، فلا عجب إذا رأينا المسلمين يفكرون جدّيا في استخلاص أموالهم من قريش.
٢- المشركون ويهود:
أصبح للمشركين ثأر عند المسلمين في قتل عمرو بن الحضرمي، فلا بدّ من الأخذ بهذا الثأر حتى تعود لقريش وحلفائها كرامتهم وهيبتهم عند العرب.
كما أن الطريق التجارية الحيوية بين الشام ومكة أصبحت تحت رحمة المسلمين وحلفائهم، ومعنى ذلك موت تجارة قريش وتردّي مركزها الاقتصادي؛ كما أن انتشار نفوذ المسلمين وازدياد قوتهم يوما بعد يوم، لا يتفق مع احتكار قريش للسيادة على العرب.
تلك هي العوامل المهمة التي جعلت قريشا تفكر جديا في انتهاز اول فرصة للقضاء على الدين الجديد، وكان يهود في المدينة يثيرون الحرب الباردة ضد المسلمين ويحاولون خلق المشاكل لهم ويقومون بواجب (الرتل الخامس) لقريش على المسلمين، ويحرضون أعداء المسلمين على المسلمين.