للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غزوة تبوك «١»

[الموقف العام]

١- المسلمون:

سيطر المسلمون بعد فتح مكة وإخضاع هوازن وثقيف على شبه جزيرة العرب كلها حتى حدود الشام والعراق، وأصبح المسلمون مسئولين عن إدارة هذه البلاد وتنظيم حياتها العسكرية والاجتماعية، ولم تبق في البلاد العربية كلها قوة تجرؤ على مناهضة المسلمين وإعلانهم بالعداء.

ولكن الإسلام ليس دين العرب وحدهم، بل هو للناس كافة، فلابد من تأمين حرية نشر تعاليمه بين العرب وغيرهم.

وإذا كان الإسلام قد انتشر في شبه الجزيرة العربية، فقد آن الأوان لنشره خارجها، بعد أن أصبح المسلمون بدرجة من القوة والتنظيم تساعدهم على حماية حرية انتشاره بين الناس كافة.

٢- المنافقون:

استمر المنافقون في المدينة على الرغم من قلتهم وتظاهرهم بالإسلام على تثبيط الهمم ونشر الروح الانهزامية وخلق الفتن والمشاكل للمسلمين، ولكنهم لم يكونوا بدرجة من الأهمية والقوة بحيث يحسب لهم المسلمون أيّ حساب.

وقد أصبحوا على مرّ الزمن معروفين لأهل المدينة لا تخفى أعمالهم على أحد.

وكان باستطاعة النبي صلّى الله عليه وسلم تطهير المدينة منهم، لولا رغبته في أن يثوبوا الى رشدهم، ولو بعد حين.


(١) - تبوك: موضع بين وادي القرى والشام، وهو حصن به عين ونخل. انظر التفاصيل في معجم البلدان ٢/ ٣٦٥.

<<  <   >  >>