أربعون ذراعا، واشتغل هو بالحفر أيضا، كأي فرد منهم، بل كان المسلمون يستعينون به عندما يصادفون بعض المصاعب والعقبات أثناء الحفر، كظهور الصخور، فيحضر بنفسه لتفتيتها.
وكان العمل يستمر طيلة النهار، ثم يأوى المسلمون ليلا الى دورهم ليأخذوا قسطا من الراحة، وقد سيطر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بنفسه على العمل، فلا يعود مسلم من عمله في الحفر إلا بموافقته شخصيا.
ب- عسكر المسلمون الى سفح (سلع) وجعلوا (سلعا) خلف ظهرهم.
ج- جمع الرسول صلّى الله عليه وسلم النساء والأطفال في بيوت قوية البنيان في منطقة أمينة داخل المدينة للإفادة من مناعتها في حمايتهم، وهجروا البيوت الواهنة التي لا تساعد على الحماية والدفاع.
د- بعد إنجاز حفر (الخندق) ، احتلّ المسلمون مواضعهم خلف (الخندق) واستفادوا من مناعة جبل (سلع) لحماية ظهورهم وجناحهم الأيسر من التفات الأحزاب من ذلك الاتجاه لقطع خط رجعتهم الى المدينة المنورة وضربهم من الخلف وتطويقهم.
٢- المشركون ويهود:
أ- قصد نفر من يهود قريشا في مكة منهم سلّام بن أبي الحقيق وحييّ بن أخطب، فدعوهم الى حرب النبي صلّى الله عليه وسلم، ووعدوهم أنهم سيكونون معهم في قتال المسلمين.
فلما وافقت قريش على قتال المسلمين، قصد يهود غطفان وغيرها من القبائل ودعوهم ألى حرب النبي صلّى الله عليه وسلم أيضا، وأخبروهم أن قريشا معهم على ذلك، فوافقت غطفان والقبائل الأخرى.
ب- لما وصلت قريش وغطفان والقبائل الأخرى الى ضواحي المدينة