كما أعلنت المعاهدة بصراحة، أنه لا يجوز لمشرك من أهل المدينة أن يجير مالا لقريش ولا نفسا، وأن اليهود يعاونون المؤمنين في النفقة عليهم ما داموا محاربين، وبذلك أو شك الكفاح بين المسلمين وقريش أن يبدأ.
بهذه المعاهدة استطاع الرسول صلّى الله عليه وسلم أن يجعل أهل المدينة كلهم على اختلاف أديانهم وميولهم وأهوائهم يدا واحدة على أعدائهم.
لقد أنجز الرسول صلّى الله عليه وسلم بهذه المعاهدة الاستعدادات كافة لحشد قواته في مكان واحد تحت قيادة واحدة، فأصبحت مهيئة للدفاع عن الاسلام.
لقد عمل في هذه الفترة على الاستعداد للجهاد، فلما أكمل توحيد رجاله بدأ الجهاد.
٣- النتائج:
لقد استطاع الرسول صلّى الله عليه وسلم أن يلجأ الى المدينة ويحشد قواته فيها، ويوحّد صفوف سكانها على اختلاف ميولهم وأهوائهم ودياناتهم، ويجعلهم كتلة متّحدة للدفاع عنها ضد الغارات الخارجية، وكتلة واحدة للقضاء على الاختلافات الداخلية.
وعلى الرغم من أن المسلمين وحدهم- على قلّتهم يومذاك- هم جيش الرسول صلّى الله عليه وسلم الذي يعتمد عليه في كفاح أعدائه، إلا أن الرسول صلّى الله عليه وسلم استطاع أن يغرس فيهم عقيدة راسخة يؤمنون بها كل الإيمان، وأن يجعل لهم أهدافا واضحة كل الوضوح يبذلون في سبيل تحقيقها أرواحهم وأموالهم.
لقد كانت أهدافهم الدفاع عن الإسلام والعمل على حماية حرية انتشاره؛ وفي سبيل الدفاع عن الاسلام وفي سبيل حماية حرية انتشاره بين الناس يبذلون كل غال ورخيص.