والأموال! ولما التجأت خزاعة الى البيت الحرام، طاردتهم بنو بكر مصممة على القضاء عليهم غير مكترثة بعهد الحديبية.
وانتهت الهدنة بين قريش وحلفائها من جهة، وبين المسلمين وحلفائهم من جهة أخرى، وكان السبب في انتهائها قريش وبنو بكر.
[إعلان الحرب]
١- المسلمون:
سارع عمرو بن سالم الخزاعي بالتوجه الى المدينة المنورة حاملا أخبار نقض قريش وبني بكر لعهد الحديبية، فلما وصلها قصد المسجد وقصّ على الرسول صلّى الله عليه وسلم وأصحابه ما أصاب خزاعة من بني بكر وقريش في مكة وخارجها، فأجابه الرسول صلّى الله عليه وسلم:(نصرت يا عمرو بن سالم) .
وخرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة، حتى قدموا المدينة، فأخبروا النبي صلّى الله عليه وسلم بما أصابهم، فعزم الرسول صلّى الله عليه وسلم على فتح مكة.
٢- قريش:
قدّر معتدلو قريش وعقلاؤهم ماذا يعنيه انتهاء الهدنة بينهم وبين المسلمين، فقرّروا إيفاد أبي سفيان بن حرب الى المدينة للتشبث بتثبيت العهد وإطالة مدّته.
ولما وصل أبو سفيان (عسفان) في طريقه الى المدينة، رأى بديل بن ورقاء وأصحابه عائدين من المدينة، فخاف أن يكونوا قد جاءوا محمدا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأخبروه بما حدث، مما يزيد مهمته التي جاء من أجلها تعقيدا؛ إلا أن بديلا نفى مقابلته النبي صلّى الله عليه وسلم، ولكنّ أبا سفيان بن حرب عرف من فضلات راحلة بديل التي فيها نوى التمر أنه كان في المدينة.