شهر رمضان سنة ثمان الهجرية في ثمانية نفر سرية الى بطن (إضم) فيما بين (ذي خشب) و (ذي المروة) وبينها وبين المدينة ثلاثة برد، ليظن ظان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم توجه الى تلك الناحية حتى تذهب بذلك الأخبار فلا يعرف المشركون نياته الحقيقية في مهاجمة أهل مكة.
وصلت السرية هدفها دون أن تلقى كيدا، فلما بلغهم أن المسلمين توجهوا الى مكة انصرفوا حتى لقوا النبي صلّى الله عليه وسلم.
[دروس من ثمرات الهدنة]
١- القضايا التعبوية:
أ- المباغتة:
حركة الرسول صلّى الله عليه وسلم الى اتجاه (الرجيع) وعودته الى (خيبر) وقيامه بارسال مفرزة صغيرة الى ديار غطفان ليجبرها على العودة لحماية أموالها وذراريها والنكوص عن معاونة حلفائها يهود في محنتهم، أدّى الى إيهام غطفان بأن الرسول صلّى الله عليه وسلم يريدهم بقواته، وإيهام يهود بأنه يريد غطفان ولا يريدهم، كل ذلك كان مباغتة كاملة لليهود وغطفان على حد سواء.
كما يعتبر مسير اقتراب «١» قوات المسلمين الى (خيبر) ووصولها ليلا الى منطقة (خيبر) دون أن يستطيع يهود معرفة وصولها، يعتبر ذلك مثالا متميزا لضبط المسير ومباغتة فذّة لليهود.
هذه المباغتة في المكان والزمان حالت دون تعاون يهود مع حلفائهم وضمنت النصر للمسلمين عليهم، بالرغم من استقتالهم ورصانة حصونهم وتيسر قضاياهم الإدارية بشكل متميّز للغاية.
(١) - مسير الاقتراب: تعبير عسكري يقصد به تقدّم القوة لمجابهة عدو احتل موضعا دفاعيا أو في حالة المسير.