ورأى سهيل الحارث ينظر إليه، فقال:(ادفعوه الى الحارث) ، فلم يصل إليه حتى ماتوا.
ج- وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه قائدا عاما على المسلمين في أرض الشام فقاد المسلمين في معركة (اليرموك) الفاصلة الى النصر، تلك المعركة التي فتحت أبواب فلسطين والأردن وسورية ولبنان للمسلمين.
وعزله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في أوج انتصاراته، ولكن خالدا لم يأنف بهذا العزل، وقال قولته المشهورة:(لا أقاتل من أجل عمر، بل أقاتل من أجل إعلاء كلمة الله) .
د- وشهدت الخنساء الشاعرة المشهورة معركة القادسية الحاسمة، ومعها بنوها أربعة رجال، فحرضتهم على القتال.
وباشر أولاد الخنساء القتال، وقتلوا واحدا بعد واحد، فلما علمت باستشهادهم قالت:(الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته) .
لم تجزع الخنساء على استشهاد أولادها الأربعة تحت لواء الإسلام، وهي التي جزعت أشد الجزع وأعظمه على أخيها صخر بن عمرو السلمي الذي قتل تحت لواء الجاهلية، وبكته أحر البكاء وأغزره، ولا يزال شعرها في (صخر) مضرب الأمثال في العاطفة المتأججة وصدق الرثاء.
٢ أ- تلك أمثلة نابضة بالحياة من تاريخنا المجيد، وهي غيض من فيض ...
ولكنها تعطي الجواب العملي الواضح لمعنى:(إرادة القتال) ، كما فهمها وتشرب بها وطبقها السلف الصالح من أجدادنا العرب المسلمين.