للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- الحوادث:

بلغ النبي صلّى الله عليه وسلم أن بني المصطلق وهم فرع من خزاعة يحشدون جموعهم في منطقة (المريسيع) «١» قرب مكة للهجوم على المدينة وقتل النبي صلّى الله عليه وسلم، لذلك أسرع النبي صلّى الله عليه وسلم بالخروج ليأخذهم على غرّة.

جعل لواء المهاجرين لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولواء الأنصار لسعد ابن عبادة رضي الله عنه، ونزل المسلمون على ماء قريب من بني (المصطلق) يقال له: (المريسيع) ، ثم أحاطوا ببني (المصطلق) ، ففرّ من جاء لنصرتهم من القبائل الموالية لهم وقتل من بني المصطلق عشرة ومن المسلمين رجل واحد ... ثم استسلم بنو المصطلق، فأخذوا أسرى.

وكان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجيش أجير يقود فرسه، فازدحم بعد انتهاء المعركة مع أحد رجال الخزرج على الماء، فاقتتلا ...

فصاح الخزرجي: يا معشر الأنصار! ...

ونادى أجير عمر: يا معشر المهاجرين!

وسمع عبد الله بن أبي النداء، وكان قد خرج على رأس المنافقين مع المسلمين في هذه الغزوة متظاهرا بالإسلام، فانتهزها فرصة ليشعلها فتنة عمياء بين المهاجرين والأنصار.

ولما علم النبي صلّى الله عليه وسلم بالحادث، قرّر الرحيل فورا قبل أن يستفحل الأمر.

وانطلق بالناس طيلة يومهم حتى أمسوا، وطيلة ليلتهم حتى أصبحوا، وصدر يومهم الثاني حتى آذتهم الشمس، فلما نزل الناس لم يلبثوا حين مسّت جنوبهم الأرض أن ناموا من فرط تعبهم.


(١) - المريسيع: اسم ماء في ناحية قديد. أنظر التفاصيل في معجم البلدان ٨/ ٤١، بين المريسيع وبين الفرع نحو يوم وبين الفرع والمدينة المنورة نحو ثمانية برد. أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٦٣.

<<  <   >  >>