للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) «١» فهل أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة حقا وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر حقا؟

وقال تعالى: (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) «٢» ، فهل نفرنا خفافا وثقالا، وهل جاهدنا بأموالنا وأنفسنا في سبيل الله؟

ولكن، ما مصير الذين لا ينفرون؟ قال تعالى: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) «٣» .

كيف ينصرنا الله، ونحن لا نطبق تعاليمه، وهل ورد في القرآن ما يشير الى أن الله ينصر المسلمين الذين يتقبلون الاسلام بدون تكاليفه في الجهاد والعمل الصالح؟

إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله: العودة الى الاسلام وحينذاك سيقول يهود، كما قالوا من قبل: (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) «٤» . ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

والحمد لله كثيرا، وصلى الله على سيدي ومولاي رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

محمود شيت خطاب


(١) - الآيتان الكريمتان من سورة الحج ٩: ٤١.
(٢) - الآية الكريمة من سورة التوبة ٩: ٤١.
(٣) - الآية الكريمة من سورة التوبة ٩: ٣٩.
(٤) - الآية الكريمة من سورة المائدة ٥: ٢٢.

<<  <   >  >>