لم يكن العرب (يحلمون) قبل الرسول صلّى الله عليه وسلم بأنهم يستطيعون صدّ اعتداء الروم عليهم في عقر بلادهم، فأصبحوا (يعتقدون) بعد تبوك بأن في مقدورهم محاربة الروم في بلاد الروم نفسها والقضاء على جيوشهم هناك.
٢- قضى انتصار المسلمين المعنوي على الروم قضاء حاسما على تردّد المتخلفين عن الإسلام من العرب، فاذا كانت قوات المسلمين تهدد الروم في عقر ديارهم، فكيف تستطيع قوات القبائل العربية الثبات تجاه تلك القوات؟
لذلك أقبلت وفود أكثر تلك القبائل الى المدينة بعد عودة الرسول صلّى الله عليه وسلم من تبوك إليها معلنة إسلامها، وأقبل الناس يدخلون في دين الله أفواجا، ولهذا سمي هذا العام بعام الوفود.
٣- استطاع الرسول صلّى الله عليه وسلم تنظيم نقاط ارتكاز على الحدود الشمالية التي تربط شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام الخاضعة للروم، وذلك بعقد المحالفات مع سكان تلك المنطقة وإقبال بعضهم على الإسلام.
إن نقاط الارتكاز هذه سهّلت مهمّة الفتح الإسلامي على عهد الخلفاء الراشدين، فمنها انطلقت قوات المسلمين الى الشمال وعليها ارتكزت لتحقيق هدفها العظيم في فتح أرض الشام.