وتضيف الى كل ذلك بعض المصادر العسكرية الحديثة، ضرورة تحلي القائد بالقابلية البدنية ليستطيع مشاركة قواته في تحمّل مشاق القتال.
وهناك من يضيف الى كل تلك المزايا: الماضي الناصع المجيد.
إن الصفات المثالية للقائد إذن، هي:
القابلية على إعطاء القرار السريع الصحيح- الشجاعة الشخصية- الإرادة القوية الثابتة- تحمّل المسئولية بلا تردد- معرفة مبادىء الحرب- نفسيّة لا تتبدل في حالتي النصر والاندحار- سبق النظر- معرفة نفسيات مرؤوسيه وقابلياتهم- ثقة قطعاته به وثقته بقطعاته- المحبة المتبادلة بينه وبين قواته- شخصية قوية نافذة- قابلية بدنية- ماض ناصع مجيد.
هذه هي الصفات المثالية للقائد المتميز، هي نتيجة لدراسة شخصيات أبرز القادة في التاريخ؛ لذلك فهي مجموعة من مزايا شخصيات كثيرة لا شخصية واحدة، فليس من الممكن أن تتوفر في شخص واحد، كاهو معروف.
ولكن كل هذه الصفات المثالية قليلة جدا بالنسبة لصفات الرسول صلّى الله عليه وسلم، إذ هناك صفات أخرى يتحلى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم تتطرق إليها الكتب العسكرية، لأنها صفات يصعب على القادة الاعتياديين التحلي بها، بل هي فوق طاقة البشر بصورة عامة وذوي السلطان منهم بصورة خاصة.
وسنطبّق كل هذه الصفات العسكرية على قيادة رسول الله صلوات الله وتسليمه عليه استنادا الى تاريخه العسكري الذي تحدّثنا عنه في الفصول السابقة، لنرى بصورة جازمة، أن هذه الصفات كلها بل أكثر من هذه الصفات كلها كانت من مزايا قيادة الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام.