إنّ الإسلام كما تدل عليه تسميته دين أمن وسلام، يقوم على أساس الود والتسامح، لا يجيز الحرب إلا في حالات محدودة بحيث تعتبر فيما عداها جريمة.
(١) - الآية الأولى من سورة الأنفال ٨: ٦٠ والآية الثانية من سورة البقرة ٢: ٢٠٨. انظر الدكتور مصطفى السباعي: نظام السلم والحرب فى الاسلام ص ٧- ٨: أول ما يلاحظ في الاسلام اشتقاق اسمه من مادة (السلام) : والاسلام والسلام من مادة واحدة، وليس الاسلام إلا خضوع القلب والروح والجسم لنظام الحق والخير ... ومن أسماء الله في القرآن (السلام) : (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس (السلام) المؤمن المهيمن ... ) . وتحية المسلمين حين يلقى بعضهم بعضا: (السلام عليكم ورحمة الله) ، وهي تحية المسلم لنبيه في الصلاة: (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) وتحية المسلم لإخوانه في عالم الخير والحق في الصلاة ايضا: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ، وشعار المسلم حين ينتهي من صلاته عن يمينه ويساره: (السلام عليكم ورحمة الله) ، ومن الذكر الوارد بعد الصلاة: (اللهم أنت السلام ومنك السلام) . وأحد ابواب المسجد الحرام في مكة وأحد ابواب المسجد النبوي في المدينة يسمى: (باب السلام) ، والجنة وهي مثوى الطائعين في الحياة الآخرة تسمى: (دار السلام) : (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) ، وتحية المؤمنين في الآخرة يوم لقائهم لله هي السلام: (تحيتهم يوم يلقونه سلام) . ومن تتبع آيات القرآن، وجد ان لفظ (السلم) وما اشتق منه ورد فيما يزيد على (١٣٣) آية، بينما لم يرد لفظ (الحرب) في القرآن كله إلا في ست آيات فقط، ونستطيع ان نؤكد ان فكرة (السلام) تحتل المقام الرئيسي بين اهداف الاسلام العامة، بل يصرح القرآن بأن الثمرة المرجوة من اتباع الاسلام هي الاهتداء الى طرق (السلام) والنور: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل (السلام) ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم) . أقول: هذا هو (السلام) في الاسلام، فأين منه سلام العملاء أدعياء السلام؟! ....