لم يكن من أغراض القتال في الاسلام الاستحواذ على المادة والبحث عن الاسواق والخامات واسترقاق المرافق وفرض الاستعمار.
خرج المسلمون للتصدّي لقافلة أبي سفيان بن حرب العائدة من الشام في غزوة (بدر) الكبرى، لأنهم أرادوا أن يحرموا قريشا من طريق مكة- الشام التجارية فيؤثّرون بذلك على حالتها الاقتصادية حتى يخففوا من غلواء عدوانهم على المسلمين.
ولكنّ تلك القافلة أفلتت من أيديهم، ومع ذلك اصطدمت قواتهم بالمشركين، وكان بإمكانهم العودة الى المدينة بأمن وسلام بكل يسر وسهولة.
ولو كانت القضايا المادية هي التي دعتهم للخروج الى (بدر) ، لعادوا أدراجهم عندما علموا بوصول قافلة قريش سالمة الى مكة.
وبعد غزوة (حنين) ، انتظر الرسول صلّى الله عليه وسلم حوالي شهر قدوم وفد هوازن إليه، ليعيد إليهم ما غنمه المسلمون من أموالهم، ولكنهم لم يحضروا، فاضطر الى تقسيم الغنائم، وأعاد السبي الى وفد هوازن الذي وصل بعد تقسيم الغنائم على الناس.
ولكن ما هو نصيب الرسول صلّى الله عليه وسلم من الغنائم؟ إنه الخمس، وهذا الخمس مردود عليهم، لأنه يصرف في مصالحهم العسكرية وغير العسكرية، فهل أبقى الرسول صلّى الله عليه وسلم لنفسه شيئا من المال؟
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:(لم يمتلىء جوف النبي صلّى الله عليه وسلم شبعا قط، وإنه كان في أهله لا يسألهم طعاما ولا يتشهّاه، إن أطعموه أكل، وما أطعموه قبل، وما سقوه شرب) .
وقالت:(ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم) .