لقد رأينا في الحرب العالمية الثانية وفي كل الحروب القديمة والحديثة، كيف أن المتحاربين يحاولون بشتى الطرق إقناع جيوشهم بعدالة قضيّتهم، ليدفعوا تلك الجيوش الى التضحية في سبيل تلك القضية.
بذل كل من الحلفاء ودول المحور في الحرب العالمية الثانية أقصى جهودهم لإقناع أممهم والشعوب الأخرى بسموّ أهدافهم التي يحاربون من أجلها.
لقد فعل الحلفاء والمحور كل ذلك لغرض واحد: هو جعل جنودهم يقاتلون في سبيل هدف معين، وجعل شعوبهم والشعوب الأخرى تؤمن بهذا الهدف؛ وبهذا وحده يمكن أن يضحّي الجندي بنفسه في ساحات القتال مقبلا غير مدبر وتضحي الأمة بما تملكه ماديا ومعنويا في سبيل تحقيق تلك الأهداف.
إنّ كل جيش يحارب (بعقيدد) لتحقيق هدف (معيّن) لا بد أن (يستقتل) في سبيل عقيدته وهدفه، وبذلك يصعب قهره إذا لم يكن قهره مستحيلا. وقد يخفق في معركة محدودة، ولكن النتيجة مضمونة له على كل حال.
أما الجيش الذي لا عقيدة له ولا هدف، فما أسهل أن تتحطم معنوياته عند الخطر ... إذا كانت لديه معنويات!!
وما أصدق نابليون حين يقول:(إن العامل المعنوي في الحرب أكثر أهمية من العامل المادي بنسبة ثلاثة الى واحد) ...
إنّ الموقف العسكري كان بجانب المسلمين نتيجة للاستعدادات الدقيقة المتميزة التي أنجزها الرسول صلّى الله عليه وسلم. وقد كان الوقت في صالح المسلمين أيضا، لأنه كلما مرّت الأيام ازداد المسلمون عددا وقوة وازداد إيمانهم بعقيدتهم وتفانيهم في سبيلها.