للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظهور الناس على طبقات تسودها الأحقاد ومبادئ "مَنْ عَزَّ بَزَّ, ومن غلب استلب" لخواء ضمائرهم من مراقبة الله -عز وجل, فأين المكاسب في هذا؟ كما أن الحرية التي كلفتها الديمقراطية إمَّا تظهر بوضوح كما تقدَّم في إشاعة الجنس والانحراف والخمور وكل ما من شأنه عدم المساس بالمصالح الحقيقية لأصحاب السلطة والتوجيه المنحرفين, كما اتضح أن الحرية التي يتباهى بها دعاة الديمقراطية ليست هي الحرية ذات الاتجاه السليم, التي ليس فيها ضرر ولا ضرار؛ لأن الحرية الحقيقية هي التي تضمن للإنسان كرامته وسعادته, وتجعل عمله كله صالحًا نافعًا, وهي الحرية التي فطر الله الناس عليها من الحياء والعفة والرحمة والعدل, فلا ضرر فيها ولا ضرار, يسلم فيها الإنسان من ظلم غيره, سواء أكان ظلمًا باللسان فلا غيبة ولا نميمة ولا شهادة زور ولا قذف.

أو كان ظلمًا باليد, فلا بطش بها بغير حق واضح, ولا كتابة فيها بظلم الآخرين, وهي الحرية التي تضمن لنفسك حقها عليك, وتضمن لأهلك حقوقهم عليك, وتضمن حقوق الجميع وصيانة أعراضهم وأنسابهم ونفوسهم وعقولهم وأموالهم, وليعلم كل من له عقل أن تلك الحرية لا وجود لها إلّا في ظل الإسلام, وأمَّا تلك الحرية التي تمنحها الديمقراطية فهي حرية البهائم الجامحة, لا حرية الإنسان الذي كرَّمه الله وشرَّفه على جميع موجودات الأرض.

<<  <   >  >>