للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما جاءت الديمقراطية الغربية نظرت إليها الشعوب المستعبدة على أنها هي الأمل لخلاصهم مما هم فيه من الشدة, ورأوا أن الالتفاف حول النظام الديمقراطي خير من القبضة الحديدية في النظام الإقطاعي, أو البابوي الجبار, أو الشيوعي البغيض, ولهم عذرهم تجاه ذلك, فإن تلك الأنظمة كانت شرًّا محضًا لا خير فيها, وكان استبدالها أمرًا يفرض نفسه, ومبرراته واضحة, إلّا أنهم لم يهتدوا إلى الحق وإلى النظام الصحيح الذي ينقذهم مما هم فيه من الشقاء.

- أثرها على الأوربيين والحكم عليها:

يتبين الحكم عليها من خلال جانبين هما:

١- الجانب الإيجابي على الأوربيين.

٢- الجانب السلبي عليهم.

أما الجانب الإيجابي:

فقد عرفت حال أهل أوربا حينما كان رجال الدين وزعماء الإقطاع هم المسيطرون، ومدى ما قاسته الشعوب على أيديهم من أنواع الظلم الفادح والغبن الفاحش، وأنَّ أولئك الطغاة لم يستيقظوا إلّا على تلك الأوضاع -وهم على صواب في ذلك- غير ما أخذ عليهم من أنهم لم يتوجَّهوا الوجهة الصحيحة التي تضمن لهم الخروج النهائي عن حكم البشر بعضهم لبعض, واتخاذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله تعالى, كما

<<  <   >  >>