الإسلام يكرم الإنسان حيًّا وميتًا, يكرمه في حياته فلا يجوز الاعتداء عليه؛ لا في ماله, ولا في نفسه, ولا في عرضه, إلا بشروط, ولا يجوز تعييره بذنب تاب منه, ويكرمه وهو ميت؛ فلا يجوز أخذ شيء منه, ولا الاستهانة بقبره, بل ولا يجوز مجرَّد الجلوس على قبره, ولا أن يذكر بشرٍّ إلّا لمصلحة راجحة, ولا يجوز إخضاعه واستعباده إلّا لربه سبحانه, ولا أن ينفذ تشريع أحد من البشر لم يرد به تشريع من عند خالق البشر، بينما الديمقراطية قائمة على تشريع الناس بعضهم لبعض, متمثلة في مجموعة من الناس يسمّون ذلك لجهلهم مكاسب ديمقراطية.
٧- ما تمدح به دعاة الديمقراطية من أنَّهم ضمنوا للشعوب حق التعبير عن الرأي مهما كان, فإنه قد اتَّضح من التاريخ الأوربيّ أن هذا الاتجاه لم يتحقق بطريقة صحيحة؛ إذ أنه لا يزال لأصحاب الجاه والحكم والثراء سيطرتهم المباشرة أو غير المباشرة على كل رأي تتخذه الجماهير، فلم يصفو المشرب لهذا المكسب كما يجب له, أو كما يتصور البعض, بدليل عدم جواز وصول المعارضة إلى المساس الحقيقي بمصالح السلطة الحاكمة كذلك, فإن حق التعبير عن الرأي هل ينفذ للجماهير؟ ما أكثر ما يعبرون عن أراء ويتظاهرون من أجلها, ويضربون عن العمل لتنفيذها, ولكنها لا تنفذ لهم, وهو ما نسمعه في كل يوم من إذاعاتهم, وما نقرأه في صحفهم, وهذا الأمر ليس بسرِّ إضافة إلى أن حقَّ التعبير إنما كان بتخطيط ماسونِيٍّ لضرب عقائد من يسمونهم بالجوييم.